طريقة المعصومين عليهم السلام في عرض ركائز الدين

اشارة

المؤلف: أحمد راسم النفيس

في الصحيفة السجادية

من كتاب: الابعاد الانسانية و الحضارية

مقدمة

زارني زائر و انطلق يعرض رؤيته للجدل المعاصر بين المسلمين في الرأي، بين فريقي الأمة في تجلياتها المعاصرة. انطلق الرجل يعدد مثالب لا تعد و لا تحصي!!! لا شك أنها سلسلة لا متناهية من ظلمات بعضها فوق بعض... كان يضيف الجديد الي معلوماتي و لكنه جديد من نوعية ما قتل منه خير مما كثر كما قال أميرالمؤمين علي عليه السلام. بعد أن انتهي اللقاء أحسست بحسرة و غصة في الحلق من أمة يراد لها أن تسلم قيادها لمن لا يستطيعون حيلة و لا يهتدون سبيلا من الأخسرين أعمالا (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) (الكهف / 104) صحيح أن هذه الآية تعني أكثر ما تعني أهل النهروان و من كانوا علي شاكلتهم و لكنها تمتد لتشمل كل من حمل لواء الهداية و التغيير من دون اتصال حقيقي بالمعصومين عليهم السلام حتي و لو كان ممن يدعي الانتماء اليهم. من هنا تأتي أهمية الحديث عن مرجعية المرحلة السجادية، انها مرحلة ما تزال حاضرة في جنبات الحياة الاسلامية بالرغم من تلك النهضة الظاهرة هنا و هناك، فلا شك أننا ما زلنا نعيش تلك المرحلة حيث يتصارع النور الالهي في مظهره الأجلي أهل البيت عليهم السلام مع الظلمات الجاهلية. نعود الي الصحيفة السجادية - كنز آل محمد - عليهم السلام نقرأ دعاءه في يوم عرفة يوم الجمع الذي شهد و ما زال يشهد لقاء الآلاف من المسلمين و المؤمنين، لنري أي طريقة و أي نهج اتبعه سيد الساجدين في عرض منهجه، انها منهجية الدعوة تخرج من أفواه المعصومين، لا كما يفعل أولئك الذين لا يهتدون